أبو طلحة زيد بن سهل رضي الله عنه
من كتاب (الاستبصار في نسب الصحابة من الأنصار لابن قدامة المقدسي )
هو أبو طلحة زيد بن سهل بن الاسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة ابن عدي .
شهد العقبة ثم شهد بدرا وما بعدها من المشاهد مع رسول الله، وكان من الرماة المذكورين من الصحابة والأبطال المتقدمين . روي عن رسول الله أنه قال : لصوت أبي طلحة في الجيش خير من مائة رجل . وروي عن أنس عن النبيّ أنه قال يوم حنين : من قتل كافرا فله سلبه . فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا وأخذ أسلابهم . الراوي أنس بن مالك المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود
وعن أنس قال : كان أبو طلحة يجثو بين يدي رسول الله ويقول : " نفسي لنفسك الفداء ووجهي لوجهك الوقاء " ينثر كنانته (1) بين يديه . وقال في حديث آخر : وكان رسول الله يرفع رأسه من خلف أبي طلحة ليرى مواقع النبل ، فكان أبو طلحة يتطاول بصدره يقي به رسول الله ويقول : " نحري دون نحرك " . قال أنس : وكان أبو طلحة لا يكاد يصوم في عهد رسول الله من أجل الغزو ، فلما توفي رسول الله ما رأيته مفطرا إلاّ يوم فطر أو أضحى . وروى أنه سرَد (2) الصوم بهد رسول الله أربعين سنة بالشام .
وروي عن أنس أن أبا طلحة ، قرأ سورة " براءة " ، فاتى على قوله تعالى : [ إنفروا خفافا وثقالا ](3) فقال : لا أرى ربنا إلاّ يستنفرنا شبابا وشيوخا . يا بنيَّ جهزوني ، جهزوني . فقالوا له : يرحمك الله ، قد غزوت مع رسول الله حتى مات ، ومع أبي بكر حتى مات ، ونحن نغزوا عنك . قال : لا ، جهزوني ، فغزا البحر فمات فيه . فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها إلاّ بعد سبعة أيام(4) ، فدفنوه بها ، ولم يتغيّر . وهو زوج أم سُليم ، وعقبه منها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1) الكنانة وعاء للسهام . وفي الاستيعاب كتبت جملة " نفسي لنفسك ..." شعرا. و وضع له الاستيعاب ترجمتين أحدهما تحت اسم زيد بن سهل ، والثانية تحت كنيته أبي طلحة .
(2) سرد : تابع بانتظام .
(3) سورة التوبة :41 .
(4) في " م" أربعة أيام ، وفي " الاستيعاب " سبعة أيام . وفي سنة وفاته اختلاف .