وقفه مع الأطلال (زمان اول)

هذه القصيدة تتحدث عن الماضي بحلوه ومره وعن بيوت قديمة تم هجرها فتهدمت وأضحت أطلالاً ورغم ضنك العيش وقسوة الحياة إلا أن أهل ذلك الزمان كانوا يعيشون حياة جميلة يسودها الحب والألفة والتعاون وكثير منا لا يذكر ذلك الماضي ولم يلحق عليه ولكنني وصفته كما ذكره أباءَنا وقد لحقت على بعض ذلك الماضي وقد أدرجت بعض المعاني الوصفية التصويرية بحيث يسهل على القارئ تخيل الوصف إذا لم يفهم معنى بعض ألأبيات
وقد ضمَّنت بعض الأبيات أسماء شجر وأواني بلهجة أهالي العبادل
آمل أن تنال أعجابكم


ولكم تحياتي





(وقفة على الأطلال)







بعـدغـيـابـي سنـيـنـاجـئـت ولـهــانــا= يهـفـو فــؤادي إلـــى بـيـتـاً وسـكـانا




بـيـتــاً سـكـنــاه واعـشـنـابـه زمــنٌ= فـلــم أرى غــيــر اطــــلالاً وأركــانــا




أيــن البـيـوتُ الَّـتِـي كـانــت مـشـيـدةً= شـيـدَت عمارتـهـا طـيـنـاً وحـجـرانـا




كانـت قصـوراً لنـاسٍ يسكـنـونَ بـهـا= واليـوم أضحـت خرابـاً بـعـدَ هجـرانا




الــدَّارُ مــن بعـدَهـم بـلـيَـت عـمـارتـهُ= وأصـبــحَ الـــدارُ مسـكـونـاً بفـئـرانـا




الـدَّار يرثِـي لـهـا مــن كــانَ يعرفـهـا= يــادارُ لاتحـزنـي قــد جـاكـي ماجـانـا




يـــادارُ إبـقــي لـنــا ذِكـــرَى تـذكـرنـا= وروي لنا بعـضَ ماضينـا الَّـذي كانـا




مـاضـي طفولتـنـا مـاضـي سعـادتـنـا= مـاضــي قـرابـتـنـا أهــــلاً وجـيـرانــا




كـنَّــا نـعـيـشُ بـبـيـتٍ بـابــهُ خـشــبٌ= شرائـح ٌمـن شجر(سـدرولبخاًٍ وخيفـانـا)




والسـقـفُ عـيـدانُ اخـشـابٍ مـنـوعـةٍ=(قــاعٍ وعـتـمٍ) وضــع صـفـاً بإتقـانـا




ورُصـفَ مـن فوقهـا أحجاراًمسطـحـةً= وغُـطِّـيَ السَّـقـفُ بـاتــرابٍ وحجـرانـا




بيتاًصـغـيـراً ولـكــن كـــانَ يجـمَـعُـنـا= أبــــاً وأمـــــاً وأجـــــداداً وأخــوانـــا




وموقـدُ النَّـار فــي ركــنٍ مــع حـطـبٍ= نَـجـلـس الــيــهِ يـضـوِّيـنـا وأدفــانــا




وكـهــربُ الـبـيـتِ فـانـوســاً نُـعَـلَـقَـهُ= نلـتـفُ مــن حـولَـهُ نَــروِي حَكـايـانـا




والنُّـورُ مـن ذلــك الفـانـوسُ منبعـثـاً= نُـصَــور الــظَّــلَ اشــكــالاً وأســلانــا




وقــتُ المـنـامِ فــلا فُـــرشٍ نُفـرِّشُـهـا= بَــل بــوةٍ جِـلـد نفـرُشـهَـا وحـسـرانـا




نصحـوا مـع الطَّيـر لاوهـنٌ ولاكـسـلٌ= ولـكُّــلُ مبـتـهـجٌ بالـصـبـحِ فـرحـانــا




فصلُ الرَّبيـعُ لَنـا فـي حُسنِـه قُصَـصٌ= حُسـنُ الطَّبيـعَـةِ تَـبـدو حـيـنَ وافـانـا




السُّـحـبُ والـرِّيـحُ والأمـطـارُ قـادمــةٌ= والـفـرحُ قــد عــمَّ أطـفــالاً وشيـبـانـا




فصـلُ الرَّبـيـعُ أتــى والغـيـثُ منهـمـرٌ= فـالـحـمـدُ للهِ قــــالَ الــكُّــلُ عـرفَـانــا




نَـدخُـل إلــى بيـتـنـا والـكُّــلُ منـتـظـرٌ= فـي النَّـفـسِ مجتَـمِـعٌ خـوفـاً وإيمَـانـا




والماءُ من فوقَ سطح ِالبيتِ أغرَقَنا= وداخــلُ البَّـيـتِ قـطــرُ الـمــاءِ نـدَّانــا




نَـضَـع إنــاءً لِـمَــاءُ الـقَـطـرِ نجـمَـعُـهُ= وصَــوتُــهُ يــطـــربُ الأذانَ ألـحَــانــا




نَصعَد إلى السَّقفِ لجـل المـاءِ نمنَعُـهُ= نذرُوا التُّراب َوبعض الطِّينَ أحفَانـا




حتَّـى نَسُـدَّ شقُـوقَ السَّـطـحِ نردمُـهـا= تــدفُّــقَ الــمــاءِ أوقَـفــنــا وحَــدَّانـــا




ورَغــــمَ هــــذا فــــلا هــــمٌ يـؤرقُـنَــا= نعيشُ كاالطَّيرِ يشدو وسـط َبُستَّانـا




فـهـذهِ بـعـضُ ذِكــرَى خَطَّـهـا قـلَـمِـي= وحَـاكَـهـا الـفـكـرُ أشـعــاراً وأوزانـــا